الآثار الإسلامیة بسفح المقطم

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 قسم الإرشاد السیاحی - کلیة السیاحة والفنادق - جامعة قناة السویس

2 قسم الإرشاد السیاحی - کلیة السیاحة والفنادق - جامعة حلوان

المستخلص

یحتوی سفح المقطم على آثار ترجع لأکثر من ألف عام، وهو یقع إلى الشرق من مدینة القاهرة وقد تکون خلال عصور جیولوجیة قدیمة عندما حدث التواء فی طبقات الأرض شرق النیل نتج عنه هذا القوس الذی تمثل قلعة صلاح الدین أعلى ارتفاع له. وقد جاءت کلمة "مقطم" من القطم حیث أن سطحه مجرد من أی زرع، وهذه المنطقة مقدسة منذ القدم حتى قبل وصول العرب إلى مصر حیث حاول "المقوقس" بطریرک الإسکندریة أن یقنع عمرو بن العاص بأن یبیعه تل المقطم إلا أن الأخیر رفض لقدسیة المکان حیث ورد فی أحد الأحادیث بأن هذا الجبل یحوی غراس الجنة. ومع دخول العرب لمصر اختارت قبیلة بنو قرافة - وهی إحدى القبائل المصاحبة لعمرو بن العاص عند قدومه لمصر- جبل المقطم کمدافن لهم، ومن هنا جاءت تسمیة المقابر بالقرافة. ولفظ القرافة الکبرى یطلق على مقابر الخلفاء وهی تمتد من قلعة صلاح الدین شرقا إلى مقابر البساتین غربا، وقد ذکر المقریزی أن هذه القرافة کانت تحتوی على أثنی عشر مسجدا، وقد سمیت بالکبرى تمییزا لها عن القرافة الصغرى حیث ضریح الإمام الشافعی وما حوله من مقابر. ویضم جبل المقطم رفات العدید من الصحابة وأولیاء الله الصالحین مثل: عمرو بن العاص، عبد الله بن الحارس الزبیدی، ابن حذافة السهمی، الإمام الشافعی، أحمد بن طولون، عمر بن الفارض وابن حجر العسقلانی وعدد من عائلة محمد علی. وتحتوی القرافة الکبرى على مجموعة من المساجد منها: مسجد التنور، مسجد دکة القاضی، مسجد موسى، مسجد الدیلمی ومسجد القرافة. بالإضافة إلى ذلک، یحتوی جبل المقطم على مجموعة من الأربطة منها رباط الأندلس ورباط الأشرف فضلا عن بعض الجواسق کجوسق العزیز وابن کرامة، وإن کان الأکبر والأهم هو جوسق القرافة الذی بنته السیدة "تغرید" زوجة الخلیفة العزیز بالله الفاطمی عام 366ه/ 976م. کما یضم الجبل القناطر التی کانت تبنى لتسهل وصول المیاه إلى القرافة، ولعل أشهرها قناطر أحد بن طولون والتی بناها لیضمن وصول المیاه إلى مدینته الجدیدة القطائع وإلى قصره. أما القرافة الصغرى والتی بدأت فی الظهور خلال عصر الأیوبیین عندما قام صلاح الدین ببناء مدرسة بجوار ضریح الإمام الشافعی وشرع یهتم بهذه المنطقة إلى أن قام السلطان الکامل ببناء القبة التی تعلو الضریح وبدأ المسلمون فی بناء مقابرهم حوله تبرکا به. ومن المساجد الهامة الباقیة حتى الآن بسفح المقطم مسجد السادات الوفائیة، الخلوتی، علی بک قازدغلی ومسجد الشاطبی. ویزخر سفح المقطم بالقباب والأضرحة التی یعود تاریخها لعصور مختلفة ومنها قبة تنکزبغا، قبة عمر بن عمر بن الفارض، قبة یعقوب شاه المهمندار وضریح سلیمان أغا الحنفی.