الإحتفاء بالموتى فی مصر الأیوبیة: بحثٌ فی الدِلالة والمظهر المعماری

نوع المستند : Original Article

المؤلف

قسم الإرشاد السیاحی - کلیة السیاحة والفنادق - جامعة قناة السویس

المستخلص

على الرغم من أن تخلید ذکرى الأموات یعد تقلیداً شائعاً ومتأصلاً فی کثیرٍ من ثقافات العالم، إلا أن الإسلام المبکر قد رفض ذلک ووضع علیه القیود. لکنّ تلک الممارسة القدیمة قد عرفت طریقها إلى الثقافة الإسلامیة بعد مدة طویلة نسبیاً من الالتزام بالمنع. لعله من الثابت أن عادة الإحتفاء بالموتى کانت قد دخلت إلى العالم الإسلامی قبل أن یتمکن الفاطمیون الشیعة من تأسیس دولتهم فی تونس عام 296/909، لکنها وصلت إلى ذروة انشارها تحت حکمهم. وبعد الفاطمیین جاء الأیوبییون الذین عُرفوا بالتزامهم اللافت بالمذهب السنی. إلا أنهم قد حافظوا على عادة الإحتفاء بالموتى، خاصة الأتقیاء منهم. إن الهدف من هذا المقال هو معرفة کیف حافظ الأیوبیون السُّنة (567/1172-648/1250) على هذه العادة التی یُنظر إلیها― من وجهة نظر المدرسة الفقهیة السٌّنیة―على أنها بدعة. وعلى نحوٍ أکثر دقة، فإن المقال یسعى للبحث فی: (أ) أنماط الموتى الذین کانوا یحْظَون بالإحتفاء والتکریم تحت حکم الأیوبیین؛ (ب) السمات التی کان لابد من توافرها فی سیرة هؤلاء الموتى حتى یتم رفعهم إلى رتبة الأولیاء؛ (ج) الشکل المعماری الذی تجلّى فیه هذا الاحتفاء وذلک التکریم؛ (د) وأخیراً دلالة ذلک التقلید.