الآله " مین " حارس الصحراء

نوع المستند : Original Article

المؤلف

قسم الإرشاد السیاحی - کلیة السیاحة والفنادق - جامعة المنیا

المستخلص

الآله المصرى "مین" له فى الدیانة المصریة القدیمة أکثر من دور هام خصوصا فیما یتعلق بالخصوبة و الانبات و الزراعة . تهدف هذه الدراسة الى ابراز دور اضافى للاله مین لا یقل أهمیة عن دوره فى الخصوبة و هو دوره فى حراسة الصحراء و القوافل التى کانت تسکنها أو تمر بها . وقد کان من بین ألقاب الآله مین لقب "قائد المجایو" و المجایو هم فرق شرطیة نوبیة کانت تعرف باضطلاعها بمهام الاستطلاع و الکشافة و یروى لنا الملک کامس أنه فى حربه ضد الهکسوس اختار لفرقة المجایو موقع مقدمة الجیش مما یدل على البسالة و الاقدام التى تمیزت بها هذه الفرقة .
ان شکل الاله "مین" الممیز بذراعه المرفوع لأعلى و الذى یعلوه سوط قد یکون باعثا للخوف لدى الاعداء . و من بین ألقاب الاله : "مشرف الصحراء أو التلال أو البلاد الأجنبیة " و " المجاى الطیب العظیم المنتمى للصحراء الشرقیة " و " مین الواقف على الصحراء أو الجبال " . و نلاحظ معنى الحراسة فى هذا اللقب الأخیر و بالتحدید فى وصف ( الواقف ) حیث أنه یبین مدى أهمیة و جدیة الأمان الذى یبثه الاله فى الصحراء التى یحرسها . و لم یکن دور "مین" یقتصر على الحراسة بل أنه کان یعاقب المذنبین و الخارجین على النظام حیث یوصف بانه : صاحب السیف القوى الذى یهدف الى ضرب لصوص الصحراء .
و أخیرا نجد نصا یقول عن الاله " مین " أنه حین یفتح عینه فان کل مصر ترى . و کأنه یرید أن یخبرنا أن مصر کلها ترى من خلال رؤیة الآله " مین " . لقد حاولنا أن نشیر الى دور هام لهذا الاله المصرى الذى وفر الحمایة فى مناطق تعرف بالخطورة  و الصعوبة  البالغة و تحتاج فی من یتصدى لحمایتها الى قوة حقیقیة . و سیبقى الاله " مین" فى وجدان رحل الصحراء و المنقبین الرائد الأول و ممهد السبیل الذى یمکن الوثوق به  و الاطمئنان له.