المناظر التصویریة على الخناجر القاجاریة (1193-1343 هـ / 1779-1925 م)

کانت إیران من الأقطار الإسلامیة التی اشتهرت بصناعة الأسلحة وزخرفتها منذ أقدم عصورها، وأصبحت من أعظم المراکز الفنیة شأناً فی هذا المجال فی الشرق الأوسط والأدنى على حد سواء، وقد قامت أسس صناعة وزخرفة الأسلحة على التقالید الفنیة الساسانیة، التی دائماً ما یعود إلیها الفنانون الإیرانیون لاستعادة أمجاد أجدادهم من الفرس والساسانیین الذین تمیز عهدهم بالفخامة والعظمة فی مختلف المجالات، أما فی العصر القاجاری محل الدراسة، فقد حرص الفنانون فی بدایته على العودة للقدیم، ثم ما لبثت أن تأثرت صناعة الفنون التطبیقیة بالفنون الأوروبیة الوافدة.
وتعد الخناجر من التحف المعدنیة التی تمتعت بجاذبیة خاصة لدى المحاربین، فهی لم تکن فقط تستخدم فی أغراض الحرب والقتال، وإنما کانت تستعمل فی الاحتفالات والعروض الرسمیة العسکریة أمام الحکام، الذی کان یعتبر أکبر مجال لعرض مثل هذه الأسلحة. وعلى الجانب الآخر، کانت الخناجر المزخرفة بالنقوش المختلفة والمرصعة بالأحجار الکریمة تستخدم للدلالة على الرتب العسکریة أحیاناً.
وتعددت أنواع الخناجر فمنها مستقیم ذو نصل واحد وآخر ذو نصلین، ومنها المستقیم والمنحنی.
یتناول البحث المناظر التصویریة على الخناجر القاجاریة، والتی تعد من أجمل وأبرزالأسلحة المعدنیة الإیرانیة التی تزخر بها المتاحف العالمیة، حیث تنوعت الموضوعات الزخرفیة المنفذة على هذه التحف ما بین المناظر الطبیعیة، مناظر القصص الدینی، مناظر التصویر الآدمی سواء للحکام والشاهات أو للمرأة التی کثر تصویرها على مقابض وأغمدة الخناجر القاجاریة، نظراً للأهمیة التی اکتسبتها خلال تلک الفترة.
ویعرض البحث نماذج للخناجر القاجاریة المعروضة فی مجموعة من المتاحف العالمیة، مصحوبة بدراسة لطرق الصناعة، وعرض للنماذج التی تنتمی للمرحلة الفنیة الکلاسیکیة، والأخرى المتأثرة بالفنون الأوروبیة.