دراسة أثر ظاهرة التحرش بالسیاح فى اختیار المقصد السیاحى دراسة حالة : مصر

یعد شعور السائح بالأمان من أهم  العوامل التی تؤثر فی اختیاره للمقصد السیاحى، حیث یختار المقصد الذى تتحقق فیه سلامته الشخصیة بعیدا عن المخاطر وأعمال العنف، وقد انتشرت ظاهرة التحرش فی مصر فی الآونة الأخیرة وامتدت إلى قطاع السیاحة و أخذت أشکالا مختلفة منها تحرش البائعین، والمتسولین، والتحرش اللفظی، والتحرش البصری، والتحرش الجسدى والجنسی. هذا وقد أصبحت هذه الظاهرة  تشکل خطورة شدیدة نظرا لتأثیراتها السلبیة فى سمعة وصورة مصر السیاحیة حیث تخلق لدى السائح صورة سلبیة تنعکس على قراره بالعودة إلى مصر مرة أخرى.لذا تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الأسباب التى تؤدى إلى انتشار ظاهرة التحرش، وأنواع التحرش، ونوعیة المتحرش، وعدد المرات التى تعرض فیها السائح لتجربة التحرش، علاوة على آراء السیاح فى مدى تأثیر هذه التجربة التى تعرضوا لها على قرارهم لاختیار مصر کمقصد سیاحى؛ وقد اعتمدت الدراسة على إجراء دراسة استقصائیة مع 218 سائح  بغرض التعرف على تجاربهم مع التحرش. أشارت نتائج الدراسة إلى أن السیاح الذین تتراوح أعمارهم بین 25 إلى أقل من 40 سنة کانوا أکثر عرضة للتحرش والمضایقة من الأعمار الأخرى . کما أوضحت الدراسة أیضا أن السیاح فی أول زیارة لهم لمصر کانوا أکثر تعرضا للتحرش من هؤلاء الذین قاموا بتکرار الزیارة، وذلک لاستفادتهم من التجربة السابقة واکتسابهم الخبرة التى تساعدهم على تجنب  التحرش بهم مرة أخری. أیضا أشارت النتائج إلى أن التحرش اللفظی هو من أکثر أنواع التحرش ، یلیه مطاردة المتسولین،  وإلحاح البائعین، ثم التحرش الجسدى ؛ کما أظهرت النتائج أن السیاح الذکور أکثر تعرضا للمضایقات مقارنة بالإناث، وقد کانت آراء السیاح  سلبیة فیما یتعلق باختیار مصر کمقصد سیاحی و تکرار الزیارة إلیها مستقبلیا، وذلک ظنا منهم أن مصر وجهة غیر آمنة، ولن یوصوا أصدقاءهم بزیارة مصر، و لن یقوموا بتکرار الزیارة إلیها . وأخیرا تقترح الدراسة أنه ینبغی تفعیل خط ساخن یتم اخطار السیاح به للاتصال فى حالة طلب المساعدة السریعة عند التعرض للتحرش، وضرورة سن قانون رادع وفقا لنوع التحرش ووضع العقوبات المناسبة لکل نوع بما یتناسب مع طبیعته، وإقامة مراکز فى مختلف المناطق التى یتواجد بها السیاح تختص باستقبال شکاواهم الخاصة بالتحرش، فضلا عن  ضرورة تکثیف التواجد الأمنى والجدیة فى  تحریر المخالفات للباعة الجائلین .