Three Coptic Male Gravestones at Beni Mazar-Minia

تعد شواهد القبور من أصعب فروع الفن الإسلامی والفن القبطی لما تشتمل علیه من نقوش کتابیة وعناصر زخرفیه مختلفة باختلاف أسالیب حفرها وکذلک فی أنواع الخطوط المستعملة فی النقش علیها. وتکمن الصعوبة فی اختلاف مضمون النقوش الواردة على مجموعة الشواهد المراد دراستها والتی تتنوع مابین عبارات دینیة وأدعیة مأثورة وأبیات شعریة لابد من الوصول إلیها لتوثیق تلک الشواهد توثیقاً علمیاً یصل بنا فی النهایة إلى دراسة حضارة مجتمع کائن فی فترة تاریخیة ما.
      یهدف هذا البحث إلى دراسة ونشر لأول مرة هذه الشواهد دراسة آثاریة فنیة وتبیان المقصود بشواهد القبور ومدى أهمیتها وذلک بإتباع المنهج الوصفی التحلیلی للشواهد موضوع الدراسة وکذلک للمادة الخام المصنوعة منها ثم الدراسة التحلیلیة لما سجل علیها من کتابات وما نقش علیها من زخارف وتفسیر مضمونها.
ولقد انتهجت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی فی وصف الشاهد والتعلیق علیه ومن هو صاحبه مع العدید من الصور التی توضح قراءة الشواهد وأهم الزخارف الموجودة علیها.
      من أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة أن عائلة أثناسیوس واحدة من الأسر المصریة القبطیة التی کان لها دور فی الحیاة السیاسیة والاجتماعیة خلال فترة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرین, کما أکدت على دور میخائیل أثناسیوس فی عهد محمد على باشا ، إذ أوقف الکثیر من ممتلکاته لبناء الکنائس وإنشاء القصور بالقریة. تناولت الدراسة ثلاثة شواهد قبور رخامیة خاصة بعائلة أثناسیوس تنشر لأول مرة. وأشارت إلى استخدام حساب الجمل فی التاریخ على الشواهد ومطابقتها للتاریخ الوارد بالأرقام, وبالدراسة التحلیلیة تمکنت الدراسة من إلقاء الضوء على نوع الخط الذی کتبت به الشواهد وهو خط الثلث, واستخدام  طرق حفر الکتابات والزخارف على الشواهد مما یثبت تطوراً فی الأسلوب الفنی والصناعی وهى طریقة الحفر الغائر على الرخام. کما أشارت الدراسة إلى مضمون الکتابات والغرض منها وکذلک الزخارف النباتیة الموجودة على الشواهد وتبین استخدام طریقة الحفر الغائر فی تنفیذ الکتابات على الشواهد وعدم اشتمالها على أی ألقاب.