برکة الحبوب ممثلة فى المعبود "نبرى" و معبودى الحبوب المنتسبین له : "أوزیریس" و "رننوتت"

نوع المستند : Original Article

المؤلف

Faculty of Tourism and Hotels, Minia University

المستخلص

یتناول هذا البحث ارتباط الحبوب بمعنى البرکة و النماء لدى المصرى القدیم . و البرکة هى "ثبوت الخیر الآلهى فى الشیء" و حقیقتها الثبات و الدوام و الإستقرار و منه المبرک : لموضع بروک الجمل. و قد حاولت الباحثة فى هذا البحث توضیح مدى ارتباط الحبوب بمفهوم الخیر و النماء اللامحدودین عند المصرى القدیم .
لقد اعتبر المصرى القدیم الرب "نبرى" رب الحبوب و من ضمن آلهة الخیرات، هو نفسه الرب "أوزیریس" رب الخیر الذى علم المصریین الزراعة و ما استتبع ذلک من بناء مجتمعات إنسانیة راقیة مبنیة على التعاون و الأخلاق الطیبة .  و یبین المؤرخ دیودور الصقلى الذى عاش فى القرن الأول قبل المیلاد و کان یونانیا ولد فى جزیرة صقلیة حین کانت تابعة للامبراطوریة الرومانیة ، یبین فى کتابه :  (Diodore de Sicile, Description de l’Égypte , Bibliothèque historique, livre 1, Roma, 2011, p.   31-33 )  أن الرب "أوزیریس" علم الناس الزراعة و التغذیة السلیمة بدلا من العادات البدائیة فى الطعام . کما قامت الربة "إیزیس" بإرساء القوانین التى عدلت بین الناس. و قد قامت مع "أوزیریس" بتشجیع الفنانین و کل من یعلم الناس أشیاء مفیدة للحیاة . و لم یحدد دیودور التاریخ الذى قام فیه الإلهان بهذه الأعمال الطیبة و إن کان یفهم من سیاق الکتاب أن ذلک قد تم فى وقت شدید القدم .
و تخبر النصوص المصریة کیف أن الرب "أوزیریس" خلق الحبوب من الماء الذى به مما یدل على مدى ارتباط هذا الرب بالزراعة و الخیر الوافر الناتج عنها . لقد اعتبر المصرى القدیم ظهور بوادر النبات الصغیرة مصدر بهجة للقلب حیث أوضحت لنا النصوص کیف أن الرب المختص ببهجة القلب یدعو للمزارعین بوفرة الحبوب .
اعتبر المصرى القدیم کذلک إنبات الحبوب و الحصاد رمزا للبعث ممثلا فى دفن الحبوب داخل الأرض ثم عودتها للحیاة مرة أخرى و نمو بوادرها الخضراء . و قد تعرف و بین  من خلال نصوصه الدور الهام الذى تقوم به الشمس من أجل نمو النبات بمده بالضوء و الحرارة اللازمین .
أشارت الطقوس المصریة القدیمة إلى ارتباط نمو الحبوب بالقمر ، حیث کانت تعد قوالب طینیة على هیئة أهلة توضع بها الحبوب ، و عند نمو هذه الحبوب داخل القوالب الهلالیة کانت تقام احتفالات بعث الرب "أوزیریس". و ربما دلت هذه الطقوس على أن المصرى القدیم کان یرى للقمر أثرا هاما لنمو البذور .
لقد حاولت الباحثة فى هذا البحث إلقاء الضوء على مظاهر استقبال الزروع الجدیدة بکل ما یحفها من بهجة و الحرص على الحفاظ علیها حتى تمام النمو لتکون سببا فى الخیر و النماء و الوفرة الداعمة للحیاة .

الكلمات الرئيسية