المكاشفات والتنجيم في مصر المملوكية (648-923/ 1250-1517)

شاع في العصر المملوكي (648-923ﮪ/1250-1517م) ثقافة الاعتقاد في الخوارق التي خص بها الله بعض الناس دون غيرهم. وتعد المكاشفات نوعًا من انواع الخوارق لأن اصحابها يستطيعون رؤية ما لا يمكن لغيرهم رؤيته أو معرفته يقظة ومنامًا. هذا وقد دفع تحقق اقوالهم ان يمنحهم بعض السلاطين العديد من الامتيازات التي شجعت البعض منهم على ارتكاب العديد من الخروقات. وقد هدفت الدراسة إلى كشف مدى تأثير المكاشفات على القرارات السياسية وابراز حجم النفوذ الذي تمتع به اصحابها وكيفية تصدي الدولة لمن استغل هذا النفوذ. كما ناقشت الدراسة ظاهرة التنجيم التي اعتقد فيها كثير من سلاطين المماليك رغبة منهم في معرفة المستقبل ولتفادي كل المخاطر التي تهدد حكمهم. لذا رأت الباحثة ضرورة دراسة هاتين الظاهرتين ومعرفة مدى تأثيرهما على رجال الدولة سواء كانوا سلاطين او امراء وكذلك عامة الشعب. وفي سبيل تحقيق الدراسة لهذه الاهداف استخدمت الباحثة كل من المنهج الاستقرائي القائم على دراسة المصادر المعاصرة تم الاستعانة بكافة انواع المصادر اللازمة لهذه الدراسة والتي تفيض بمعلومات تتعلق بهاتين الظاهرتين مما ساعد على التوصل الى نتائج مثمرة اعتمادا على المنهج الاستقرائي والتحليلي. وقد قسمت الدراسة إلى محوريين اساسيين: حيث تناولت في المحور الاول المعنى اللغوي للمكاشفات ووقائعها. بينما تم تخصيص المحور الثاني لدراسة المعنى اللغوي والاصطلاحي للتنجيم والوقائع الخاصة بهذه الظاهرة.