كيفية تصوير القديس مرقس في الأيقونات القبطية بين التراث والحداثة

يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل مجموعة مختارة من الأيقونات القبطية التي تصوّر القديس مرقس الرسول، مؤسس الكرازة المسيحية الأولى في مصر، بهدف فهم تطور تصوير شخصه عبر العصور المختلفة، من الأيقونات الأثرية النادرة وحتى المعالجات الحديثة في القرن العشرين والواحد والعشرين. ينطلق البحث من فرضية أساسية مفادها أن الأيقونة القبطية لا تمثل مجرد عملٍ فنيّ دينيّ، بل تُعدّ وسيلة لاهوتية وتربوية وثقافية تعبّر عن الإيمان، وتُرسّخ الهوية القبطية في الوعي المسيحي.
 اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لفحص عدد من الأيقونات الموجودة في كنائس وأديرة مختلفة، وتحليل عناصرها البصرية والرمزية ؛ وربطها بالسياق التاريخي والطقسي واللاهوتي.
شملت الدراسة أيقونات من دير السريان، وكنيسة مارمينا بفم الخليج، ودير الأمير تادرس، بالإضافة إلى نماذج حديثة من دير الأنبا بيشوي وكاتدرائية مارمينا بمريوط.
وتوصل البحث إلى أن الأيقونات القبطية للقديس مرقس حافظت علي رموزها الأساسية عبر العصور مع اختلاف الأسلوب الفني بين الفترات التاريخية.
وفي الختام، أوصى البحث بضرورة توثيق الأيقونات القبطية وصيانتها، وتعزيز حضورها في التعليم الكنسي، وتشجيع الفنانين المعاصرين على الجمع بين التجديد والحفاظ على الجذور اللاهوتية والرمزية لهذا الفن العريق.
أسباب اختيار موضوع البحث

يعد من أهم الموضوعات التي تخص المسيحية، إذ يجمع المؤرخون علي أن مرقس الرسول هو أول من بشر بالمسيحية  في مصر خلال القرن الأول الميلادي.
ارتباط شخصية مارمرقس بالهوية القبطية ارتباطاً وثيقاً، حيث شكلت الأيقونات التي تصوره أحد أبرز مظاهر التعبير عن هذا الارتباط عبر الفنون الدينية.
وجود فجوة بحثية في الدراسات الأكاديمية التي تتناول تحليل هذه الأيقونات القبطية للقديس مرقس من منظور فنى ولاهوتي وتاريخي، ومقارن.

أهداف الدراسة

تحليل الخصائص الفنية والرمزية لأيقونات القديس في الكنائس والأديرة القبطية.
إبراز البعد التاريخي والتراثي لهذه الأيقونات كجزء من الهوية المصرية.
تقديم توصيات للحفاظ عليها باعتبارها جزءاً من التراث الديني والثقافي.
إجراء قراءة مقارنة بين الأيقونات الأثرية والحديثة للكشف عن أوجه التشابة والاختلاف، وأثر التحولات التاريخية على الأسلوب الفني.

المنهج المستخدم
       اعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي، متكاملاً مع منهج التحليل الأيقونوغرافي لدراسة الرموز والعناصر البصرية في الأيقونات القبطية.
      تم جمع البيانات من خلال معاينة لبعض الأيقونات سواء في الكنائس أو الأديرة، وتحليلها فنياً من حيث الأسلوب، الألوان، الرموز، والموقع الطقسي داخل الكنيسة، وربط ذلك بالسياق التاريخي واللاهوتي. كما تم استخدام المقارنة البصرية بين الأيقونات الأثرية والحديثة، وتوثيقها بالصور والمراجع الأكاديمية، لتحديد أوجه التطور والاستمرارية في تصوير القديس مرقس.