التخلُّق بالزَّعْفَران في مصر في عصر سلاطين المماليک: (648- 923هـ/1250-1517م)

نوع المستند : Original Article

المؤلف

المعهد العالى للسياحة والفنادق وترميم الاثار ابو قير الاسکندرية

المستخلص

يمکننا أن ننظر إلى المسار التاريخي لأية حضارة من الحضارات باعتباره صيرورة تدريجية لانتقال أنماط العيش من البساطة وقضاء الضرورات إلى التعقيد وتنوع المتطلبات. وقد کانت الحضارة المصرية، بحکم أسبقيتها التاريخية، ذات سبق مميز في التقاط کل مادة من مواد الطبيعة تسهم في تحقيق الغنى الطقسي. حيث کانت الممارسات الطقسية من أهم ما ميّز الحضارة المصرية على مدار تاريخ مناشطها الاجتماعية والدينية، وتجلت صورها في العصر الإسلامي خاصة في الحقبة المملوکية، وفي زمن مبکر انتقلت أنماط التواصل الجمعيّ من مستوى السّعي لتوفير "ضرورات" العيش إلى مستوى الحرص على تحقيق "تحسينات" الحياة. سوف يکون مدخلنا لمعاينة جانب من جوانب هذا الشغف بالطقوس وتحقيق التحسينات هو رصد صفحات من التاريخ المصري في التخلُّق بالزعفران في مختلف المناسبات في العصر المملوکي. ويمکن أن نرصد ملاحظة أولية تشير إلى أن التخلُّق بالزعفران کان طقسًا يتم في مواقف اجتماعية متباينة في طبيعة مکونها الانفعالي ومتفاوتة في طبيعة أثرها النفسي، کما اخترق سلوک التخلُّق بالزعفران مجمل طبقات المجتمع المصري فقد مارسه الحکّام کما قام به أعضاء القاعدة العريضة من الشعب المصري أو عامة الناس.  وتتمحور الدراسة الحالية حول تلک الحقبة التاريخية، مع البدء بالتعريف اللغوي والاصطلاحي للتخلُّق بالزعفران، يليه توضيح الاستخدامات المتنوعة لنبات الزعفران. کذلک بعض الإشارات التي توضح أسبقية الحضارة المصرية القديمة لممارسة طقس التخلُّق بالزعفران حتى قيام الدولة المملوکية، التي صار التخلُّق فيها علمًا بارزًا بتنوع صوره فيها بين طبقات المجتمع في مختلف المواقف التي تعبر أحيانًا عن الفرح والسرور، وأحيانًا إظهار الشماتة، کما رصدت المصادر صور لتخلّيق الرسائل، والرايات، والملابس، والأکفان، والمنشآت المعمارية الدينية والمدنية بالزعفران.

الكلمات الرئيسية