تصوير أشکال هياکل عظمية آدمية سوداء على جدران المقابر المصرية في العصر اليوناني الروماني

ظهرت المعتقدات المصرية الجنائزية بشکل واضح فى المقابر التي ترجع للعصر اليوناني الرومانى، مما يدل على الرغبة الشديدة عند المصرى القديم فى الحفاظ على هويته وتقاليده، فنجد نفس المناظر الجنائزية المصورة للمتوفى من العصور الفرعونية مصورة بنفس التقاليد ونفس الترتيب فى کثير من الأحيان على جدران المقابر التى ترجع للعصر اليونانى الرومانى. وبالرغم من ذلک فاننا نجد بعض التفاصيل الدقيقة التى طرأت کمستجدات على تلک المناظر فى العصر اليونانى الرومانى. ومن ضمن تلک العناصر نجد تصوير شکل جثة هزيلة أو هيکل عظمى ملون بالکامل باللون الأسود. تظهر تلک الأشکال فى بعض الاحيان فى المناظر الجنائزية مرافقة للمتوفى مثل مناظر التطهير أو فى مناظر المحاکمة أمام أوزوريس اله العالم السفلى. ولقد ظهرت تلک الهياکل العظمية السوداء فى بعض المقابر منها مقابر تونة الجبل بمحافظة المنيا، وکذلک مقابر السلامونى بمحافظة سوهاج.
تصوير تلک الهياکل بهذا الشکل يمثل تساؤلا واضحا فلا شک أنها ارتبطت بالمفهوم الجنائزى بشکل ما، ولا شک أنها ارتبطت بالمتوفى حيث تمثل دائما برفقته. لذلک يرکز البحث على دراسة المفهوم الجنائزى لتلک الهياکل وهل ارتبطت بمفهوم ظل المتوفى الذى کان يمثل فى هيئة انسان ملون بلون داکن على جدران المقابر المصرية فى العصور الفرعونية ظن أم انها تعد أمرا مستحدثا على المناظر الجنائزية فى المقابر المصرية التى ترجع للعصر اليونانى الرومانى نتيجة للتأثير الأجنبي، واذا کان هذا الأمر صحيحا فما هو هذا التأثير وما أصوله؟ وما هو مغزاه فى المناظر الجنائزية المصرية؟